|
|||
بعد نشري للخبر الذي
انفردت عرب تايمز بنشره عن وجود اكثر من عشرين محفل ماسوني في الاردن باسماء
مختلفة وتحت شعارات براقة تحول الخبر الى استجواب في البرلمان الاردني تقدم به
انذاك النائب محمد القضاة لوزير الداخلية الاردني انذاك عيد الفايز الذي سارع
الى نفي إنشاء أية «جمعية ماسونية أو السماح لأي نشاطات
للماسونية في المملكة»، مشددا على ان القانون المعدل لقانون الجمعيات
والهيئات الاجتماعية «حظر أي نشاط لتلك الجمعيات والحكومة متقيدة بذلك وتعمل
على تنفيذه» أما فيما يتعلق بأندية الليونز والروتاري والأنرويل التي يقال انها
نوادي ماسونية ولكن باسماء مختلفة بغرض التحايل على القانون فأشار الوزير
الفايز الى أن «جميع هذه الاندية تأخذ مفهوم الجمعية أو الهيئة العادية وفق
قانون الجمعيات والهيئات الاجتماعية، وهي مرخصة بموجبه وتعمل وفق أهدافها
الواردة بنظامها الداخلي، والتي تتماشى مع أحكام وشروط هذا القانون والمتمثلة
بتوطيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية والثقافية ومركزها العاصمة عمان ولها
الحق في فتح فروع لها في المملكة».. لافتا إلى انه «بلغ عدد هذه الأندية في
المملكة (16) ناديا، وجميعها تعمل بحدود غاياتها وأهدافها المعلنة في نظامها
الأساسي وفق القانون». وللانصاف فقط اقول ان الكاتب والباحث العربي حسين عمر حمادة افرد للماسونية في الاردن فصلا مطولا في كتابه الهام جدا ( الماسونية والماسونيون في الوطن العربي ) وقد اختفى كتابه من الاسواق ... وكاضافة فقط على مقالي الذي نشرته قبل سنوات اقول ان اول اثارة لموضوع الماسونية في الاردن ومدى شرعية فتح مكاتب لها تمت في منزلنا في حي الجنود في معسكر الزرقاء التابع للجيش الاردني والذي اثار هذا الموضوع او التساؤل هو جارنا وصديق والدي الشيخ المرحوم عبد الرحيم سعيد ( ابو همام ) والذي كان برتبة ( وكيل ) في الجيش الاردني ( وهي اقل من رتبة ملازم ثان ) وكان الشيخ يعمل مدرسا للتربية الاسلامية في مدرسة النصر الثانوية التابعة للثقافة العسكرية في معسكر الزرقاء والتي اصبح اسمها لاحقا مدرسة ( الثورة العربية الكبرى ) وهي المدرسة التي اصبح والدي مديرا ( ناظرا لها ) وقد انهيت دراسة الثانوية العامة فيها وكنت الاول - في اختبارات الثانوية العامة ( التوجيهي ) على جميع مدارس الثقافة العسكرية في الاردن ... كما درس في هذه المدرسة اولاد الشيخ عبد الرحيم ومنهم ابنه البكر همام الذي اصبح لاحقا مرشدا عاما لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن وكان همام قد انهى الثانوية في مدرسة النصر مع اخي الاكبر وقرر والدي مع صديقه الشيخ عبد الرحيم ارسال الولدين الى جامعة دمشق للالتحاق بكلية الشريعة وقد تخرج الاثنان في عام 1965 فعمل اخي مدرسا للشريعة واللغة العربية في مدينة جنين ثم اسس مدرسة خاصة في الاردن قبل ان يهاجر الى امريكا ... بينما تابع همام دراسته في الازهر وفي جامعة فلادلفيا الامريكية واصبح مدرسا للشريعة في الجامعة الاردنية وعدة جامعات عربية كما اصبح من رموز جماعة الاخوان في الاردن ... ومرشدهم الروحي في اكتوبر عام 1961 وكنت في الحادية عشرة من عمري اثار الشيخ عبد الرحيم خلال سهرة في منزلنا جمعت عددا من الجيران منهم جارنا المرحوم ابو راسم ( محمد عمران ) وجارنا المرحوم ابو شوقي موضوع قيام بعض الاشخاص بفتح مكاتب لجمعية اجنبية اسمها الجمعية الماسونية وشكك الشيخ باهداف هذه الجمعيات وانتمائها وتعارضها مع الدين الاسلامي ونصح الحاضرون الشيخ عبد الرحيم بصفته مدرسا للدين الاسلامي ان يستطلع رأي فضيلة المفتي العام في الاردن قبل الجزم بهوية هذه الجمعيات ... فامسك الشيخ بورقة وقلم وخط الرسالة التالية وبعث بها الى مجلة مغمورة كانت تصدر عن مقر المفتي العام في الاردن واسمها ( هدى الاسلام) وقامت المجلة بنشر الرسالة ونشر رد المفتي العام عليها نص الرسالة وبعد: عبد الرحيم سعيد ونشرت المجلة رد المفتي على السؤال كما يلي : ان مباديء هذه الجمعية غير معروفة وان دعاتها لا يبينون دعوتها ولا يشيرون الى مبادئها التي تقوم عليها سوى زعمهم انها ترمي الى خير الانسانية وان اتباعها يعين بعضهم بعضا وانهم اخوة بيت كلو واحد منهم بيت للاخر وانهم يسهل بعضهم العمل لبعض وهم يقولون ان الماسونية لا تصادم دينا من الاديان ولا يستطيع احد منهم ان يذكر مبادئها ويفضي بها الى احد لانه مأخوذ على كل واحد منهم العهد والميثاق ان لا يفشي سرا من اسرارها التي هي مبادئها ويقال ان من يذيع سرا من اسرارهم فهم في حل من قتله وقد اغرى دعاتها بهذه الاشارات التي يروجون بها طريقتهم كثيرا من بين طلاب المنافع او الذين اقتنعوا بانها تخدم الانسانية فدخلوها من مسلمين وغيرهم ولما كانت مباديء الماسونية على ما ذكرناه مجهولة ولا تبين في الدعوة اليها فقد كان ذاك مدعاة للريب فيها وسؤ الظن بها لان الناس لم يعهدوا قط في عصر من العصور ان دعوة الى خير وصلاح قد كتمت مبادئها واخفت اركانها وقواعدها وانما يكتم ويخفي ما ليس بخير ولا معروف كما قيل واستر دون الفاحشات ولا يلقاك دون الخير من ستر والمفتي لا يمكن ان يفتي بشيء لا يعرف كنهه ولا تبدو له حقيقته بانه يحل الاقدام عليه ويباح الانتماء اليه اما ما ورد في السؤال عنها هل هي حزب او مبدأ فاننا ونحن لا نعرف مبادئها لا نستطيع ان نحكم بانها حزب او مذهب او دين وكل ما يمكننا ان نقوله انها جمعية سرية غايتها تقويض اركان كل سلطة دينية كانت او مدنية على اننا اذا قدرنا ان النماسونية تدعو الى الفائل والاخوة الانسانية فان في الاسلام من ذلك ما هو اوفر وارفع واسمى ومباديء الاسلام واضحة جلية ومباديء الماسونية مجموعة خفية وفي الحديث دع ما يريبك الى ما لا يريبك اما اهداف الماسونية فالمظنون ان مبتدعي هذه الجمعية السرية هم اليهود وذلك ةلينجوا بها من الاضطهاد والمقت والاحتقار الذي كانوا يلقونه من الامم حيثما حلوا بسبب تعصبهم الديني المفرط فارادوا ان يمحوا من الامم اديانها التي ظنوا انها السبب فيما يلقونه من اضطهاد الامم وكرهها اياهم ومن الدليل على هذا انك تجد اكثر المحافل الماسونية في كل البلاد من اليهود والله اغعلم المفتي العام الطريف ان المفتي العام لم يكن يعلم ان الملك حسين هو رئيس الماسونية في الاردن .... ولم يعلم ايضا ان قرار طرده من وظيفته جاء بعد نشره لهذه الفتوى ... ويمكن العودة الى هذه الفتوى في مجلة الشريعة الصادرة عام 1964 حيث ناقشها الشيخ عز الدين الخطيب في صفحة رقم 41 من المجلة ... وقد طالعت بنفسي هذه المناقشة خلال دراستي في الجامعة من عام 69 وحتى عام 73 ولم اتمكن من نسخها او تصويرها لانه لم يكن في زمني الات نسخ وتصوير وقد تجد صورة او نسخة عن هذه المجلة في مكتبة الجامعة الاردنية هذا اذا لم تقم المخابرات الاردنية باتلافها استمر التكتم الحكومي الاردني على محافل الماسونية حتى عام 1969 الى ان داهمت قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مبنيين للمحفل الماسوني الأردني ..الأول في جبل عمان والثاني قرب القلعة ... وصادرت القوات المهاجمة جميع الوثائق التي وجدت في خزائن حديدية داخل المبنيين ... وقامت المنظمة بنشر نصوص الوثائق في مجلة فلسطين الثورة ( العدد المزدوج 142 و 143 الصادر في 1\2\1985 ). كانت الوثائق تتضمن رسائل خطيرة متبادلة بين الملك حسين ورئيس المحافل الماسونية في المنطقة حنا أبو راشد الذي كان يتخذ من بيروت مقرا له ... كما تضمنت الوثائق أسماء جميع أعضاء المحفل الماسوني في الأردن حتى عام 1979 ... وتبين أن كبار رجال الدولة وضباط الجيش ورجال الأعمال فضلا عن رئيس الوزراء بهجت التلهوني كانوا أعضاء في المحفل الماسوني . رئيس المحافل حنا أبو راشد نشر بعد ذلك صور عن رسالتين تلقاهما من الملك حسين وبهجت التلهوني في عام 1957 ... رسالة الملك حسين كانت تتضمن شكرا لحنا أبو راشد لانه منح الملك لقب " أسمى درجات الماسونية المثالية العالمية " . يقول الملك : |
|||
|
|||
وقيل يومها إن رئيس الوزراء بهجت التهوني كان حلقة وصل بين المحفل الماسوني والملك حسين وقيل إن الملك جند في عضوية المحفل أثناء دراسته في كلية ساندهيرست في بريطانيا ... وقد نشر حنا أبو راشد في كتابه صورة عن رسالة بهجت التلهوني اليه وفيما يلي نصها : |
|||
|
|||
لا يستطيع أي دارس لتاريخ الأردن المعاصر أن يتجاهل تأثير الماسونية العالمية على نظام الحكم وعلى تطور الحياة السياسة في المملكة ... والمدهش أن الوثائق التي كشف عنها تبين أن كبار المسئولين الأردنيين الذين لعبوا أدوارا رئيسية في السياسة الأردنية كانوا أعضاء في المحفل الماسوني وتبين أن رئيس الوزراء سمير الرفاعي كان هو أيضا عضو في المحفل الماسوني وعثر على كتاب تكريم وتعميد الرفاعي في الخزائن الحديدية لمقر المحفل في جبل عمان . كان المحفل الماسوني في الأردن يعرف باسم محفل النصر ... وكان ابرز قادته منير الرفاعي ... وعبد المجيد مرتضى الذي شغل آنذاك منصب وكيل وزارة المواصلات وكان لقبه " القطب الأعظم " وكان من خلال منصبه يشرف على جميع الهواتف في المملكة وبالتالي يتنصت عليها بما في ذلك هواتف الجيش ...ومنهم أيضا صلاح الدين الصلاحي وابراهيم عنز... وتبين أيضا أن عبد الرزاق الحباشنة كان من أهم قادة المحفل ... وكان المطرب توفيق النمري عضوا في المحفل ومكلفا بإحياء ليالي السمر فيه بإشراف أمين سر المحفل المدعو حنا حاطوم ... ووفقا للوثائق التي كشف عنها فان آخر جلسة للمحفل في عمان وقبل مداهمة المقر من قبل الفدائيين الفلسطينيين كانت مخصصة لترفيع خمسة من الإخوان الماسون والاعضاء الخمسة الذين رفعوا هم : راضي علي المومني وفي ختام الحفل تم تنصيب المدعو رجا غندور رئيسا للمحفل والتصويت على قبول عضوية ثلاثة أشخاص هم : أنور محمد العطار والمثير للدهشة أن معظم رؤساء الوزارة في الأردن كانوا أعضاء في المحفل ... فإلى جانب بهجت التلهوني الذي ظل رئيسا فخريا للمحفل إلى يوم موته نقرأ أسماء مضر بدران واللوزي وعبد المنعم الرفاعي واحمد الطراونة ... ومن المجالية نقرأ أسماء الثالوث عبد الهادي وعبد السلام وعبد الوهاب ... ومن ضباط المخابرات الذين تولوا رئاسة جهاز المخابرات نقرأ أسماء احمد عبيدات وسميح البطيخي ومصطفى القيسي ومحمد رسول الكيلاني ... والمثير للدهشة أن كبار الصحفيين الأردنيين آنذاك كانوا أعضاء في المحفل ومنهم خليل السواحري ورجا عيسى العيسى الذي أسس مع أخيه جريدة الدستور ونقرأ اسم سامي حداد ويعتقد انه الشخص نفسه الذي يعمل في محطة الجزيرة القطرية ويحمل الجنسية الأردنية والإنجليزية ... كما نقرأ أسماء عدد من كبار موظفي وزارة التربية ومن مؤلفي الكتب المدرسية ... واسماء كبار رجال الأعمال مثل أنيس المعشر وتوفيق الطباع وفؤاد الطباع وشفيق التلاوي ومنيب طوقان الذي تحول إلى ملياردير وقيل انه يحمل الآن جنسية سلطنة عمان .... كما نقرأ اسماء والد وعم وجد كريم قعوار السفير الاردني الحالي في واشنطن وصديق الملكة رانيا . ومع أن المحافل الماسونية في دول الشرق الأوسط كانت موجودة وتمارس نشاطها بالسر والعلن إلى أن تم إغلاق مكاتبها في مصر وسوريا والعراق بعد فتوى من الأزهر إلا أن أعضاء هذه المحافل ظلوا في هذه الدول على هامش الحياة السياسية أما في الأردن فانتشروا في كل مرافق الحياة وسيطروا على القصر ورئاسة الوزارة وجميع أجهزة الدولة ولا يزال المحفل الماسوني في الأردن من انشط الأحزاب السياسية السرية أو التي تعمل في السر ويزيد عدد أعضاء المحفل عن عدة آلاف لا زالوا حتى اليوم يوزعون بيان السكرتير الأعظم الدكتور سيف الدين الكيلاني الذي أعلنه باسم الماسونيين في عام 1964 واعتبر دستورا للحركة الماسونية في الأردن . فيما يلي قائمة بأسماء أعضاء المحفل الماسوني الأردني وقد عثر عليها في الخزائن الحديدية لمحفل جبل عمان وهي ليست لجميع الأعضاء وانما فقط للأعضاء الذين شاركوا في جلسات المحفل قبل اجتياح المقر ووجدت الاسماء في محاضر الجلسات .... وهم : |
|||
|